حادثة الإسراء والمعراج
ومن المناسبات العظيمة في شهر رجب، حادثةُ الإسراء والمعراج، المعجزةُ الخالدةُ التي تحدث عنها القرآن الكريم، في سورتين من سور القرآن، ولقد اشتملت هذه الحادثة على رحلتين عظيمتين، وآيتين كبيرتين، ومعجزتين خالدتين، كل واحدة مستقلة بالإعجاز، وفيها آيات ودلائل واضحة لأهل العقول:
فأما الرحلة الأولى: فهي رحلة أرضية من مكة المكرمة من حجر إسماعيل من الكعبة المشرفة، إلى أرض فلسطين إلى بيت المقدس القبلة الأولى، وكان ذلك بعد العشاء، حيث أسري برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بجسده وروحه من المسجد الحرام إلى بيت المقدس، راكباً على البراق، صحبة جبريل عليه الصلاة والسلام، فنزل هناك، وصلى بالأنبياء إماماً، وربط البراق بحلقة باب المسجد، وقطع النبي تلك المسافة الطويلة الهائلة ذهاباً وإياباً في بعض ليلة، وهي مسافة لا تقطع في تلك المدة والفترة إلا في شهر ذهاباً وآخر إياباً، أما في هذه الأزمنة المتطورة، والعصور المتقدمة، فلا يصل إليها المسافر على أحدث المواصلات البرية، إلا في ليال وأيام، فهذه الرحلة تحدث الله عنها في سورة الإسراء، وقد سمى الله تعالى هذه السورة باسم هذه الحادثة، فقال تعالى: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى إلى آخر الآيات}.
ليلة الاسراء والمعراج - السبت 21 مارس 2020 |
لتكون هذه الحادثة دليلاً كبيراً وآية واضحة على الرابطة المتصلة القوية بين دين النبي الخاتم ودين من سبقه من الأنبياء السابقين، وأنه من عند الله، أرسل به أنبياءه ورسله لهداية البشر.
وأما الحادثة والرحلة الثانية: فهي رحلة سماوية علوية، من بيت المقدس إلى سدرة المنتهى، واختراقاً للسموات السبع العلياء، مروراً بالأنبياء وتسليماً عليهم، وتعريجاً على الملائكة ومصافحة لهم، ومشاهدة لكثير من الآيات، واطلاعاً على أشياء كثيرة من المغيبات المخفيات، حتى وصل سدرة المنتهى، وبلغ الدرجة والمكانة التي لم يصل إليها أحد قبله من الأنبياء صلوات الله عليه وآله، وهذه الرحلة تسمى المعراج.
فقد عرج به تلك الليلة من بيت المقدس إلى السماء الدنيا، فاستفتح له جبريل ففتح له، فرأى هنالك آدم أبا البشر، فسلم عليه، فرحب به ورد عليه السلام، وأقر بنبوته، وأراه الله أرواح السعداء عن يمينه، وأرواح الأشقياء عن يساره .
ثم عرج به إلى السماء الثانية، فاستفتح له، فرأى فيها يحيى بن زكريا وعيسى ابن مريم، فلقيهما وسلم عليهما، فردا عليه ورحبا به، وأقرا بنبوته .
ثم عرج به إلى السماء الثالثة، فرأى فيها يوسف، فسلم عليه فرد عليه ورحب به، وأقر بنبوته.
ثم عرج به إلى السماء الرابعة، فرأى فيها إدريس، فسلم عليه، فرد عليه، ورحب به، وأقر بنبوته.
ثم عرج به إلى السماء الخامسة، فرأى فيها هارون بن عمران، فسلم عليه، فرد عليه ورحب به، وأقر بنبوته.
ثم عرج به إلى السماء السادسة، فلقي فيها موسى بن عمران، فسلم عليه، فرد عليه ورحب به، وأقر بنبوته.
ثم عرج به إلى السماء السابعة، فلقي فيها إبراهيم عليه السلام، فسلم عليه، فرد عليه، ورحب به، وأقر بنبوته.
ولقد كان الإعراج برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بروحه وجسده جميعاً، وليس معراجاً روحياً كما يقول ذلك بعض الجهلة الأفدام، الذين يحاولون إنكار شيء قد تحدث عنه القرآن، فلو كان إنما عرج بروحه فحسب، لكن ذلك مثل الرؤيا فقط، ولم يكن فيه الإعجاز العظيم على الحد الذي أخبر الله به، ولم يكن فيه الإكرام والتعظيم والتشريف على المستوى الذي أراده الله لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم، وهذه الآية العظيمة تحدث عنها القرآن في سورة النجم، في قوله تعالى {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى، مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى، وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى، عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى، ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى، وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى، ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى، فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى، فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى، مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى، أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى، وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى، عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى، عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى، إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى، مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى، لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى}، وهذا الإعراج العلوي، يبين الإتصال الوثيق والإتفاق الأكيد في الإيمان والتوحيد والإخلاص للواحد المجيد فيما بين أهل السماء وأهل الأرض، وأن دين الله واحد فيهما، وأن الأنبياء والمرسلين يتلقون أوامرهم وتكاليفهم، من حيث يتلقى الملائكة أوامرهم وتكاليفهم، ولا نريد التعرض لتفصيل حادثة الإسراء والمعراج وكيفية، وقوعها، فالكلام يطول بنا لو أردنا ذلك، ولكن نريد أن نأخذ العبر والأيات، ونستفيد الدروس الدينية والعقائدية والتشريعية في حياتنا.
فقد كان في حادثتي الإسراء والمعراج تشريعات إسلامية، تؤذن بأن لتلك التشريعات مزيد عناية إلاهية، حيث كان تشريعها سماوياً علوياً، كي يهتم المسلمون بها، ويحرصون عليها، وتلك التشريعات منها ما هو ترسيخ لمبادئ وقواعد الإسلام، ومنها ما هو من تكاليف الأحكام، ومنها ما هو داع ومرغب في صالح الأعمال، ومنها ما هو زاجر وواعظ عن قبيح الأفعال.
فمن القسم الأول: الذي هو من مبادئ وأسس العقيدة الإسلامية، إعلام الله لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم بإمامة وخلافة ووصاية أخيه علي بن أبي طالب عليه السلام، وأن ذلك من كمال الدين، وأصول عقائد المسلمين، وقد رويت في ذلك الروايات الكثيرة على ذلك:
الأول: تبيين إمامة أمير المؤمنين علي عليه السلام ليلة الإسراء:
فمنها: ما رواه الإمام الأعظم زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((قال لي ربي ليلة أسري بي: من خلفت على أمتك يا محمد؟ قال: قلت أنت أعلم يا رب. قال: يا محمد إني انتجبتك برسالتي، واصطفيتك لنفسي، فأنت نبيي، وخيرتي من خلقي، ثم الصديق الأكبر الطاهر المطهر الذي خلقته من طينتك، وجعلته وزيرك، وأبا سبطيك السيدين الشهيدين الطاهرين المطهرين سيدي شباب أهل الجنة، وزوجته خير نساء العالمين أنت شجرة وعلي أغصانها وفاطمة ورقها والحسن والحسين ثمارها، خلقتكم من طينة عليين، وخلقت شيعتكم منكم إنهم لو ضربوا على أعناقهم بالسيوف لم يزدادوا لكم إلا حبا، قلت: يا رب ومن الصديق الأكبر؟ قال: أخوك علي بن أبي طالبٍ))، قال علي عليه السلام: ((بشرني بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وابناي الحسن والحسين منها وذلك قبل الهجرة بثلاثة أحوال)).
وعن جابر بن عبدالله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((لما أسري بي انتُهي بي إلى قصر من لؤلؤ، فراشه ذهب، يتلألأ؛ فأوحى إلي ربي وأمرني في علي بثلاث: أنه سيد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين)).
إلى قوله: وهو أمير المؤمنين لم أُسَمِّ بها مَن كان قبله وليست لأحد بعده، يا محمد علي راية الهدى إمام أوليائي، ونور من أطاعني، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين، من أحب علياً فقد أحبني ومن أبغضه فقد أبغضني)).
وعن ابن عمر، قال: سئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأي لغة خاطبك ربك ليلة المعراج؟ فقال: خاطبني بلغة علي بن أبي طالب؛ فألهمني أن قلت: يا رب خاطبتني أم علي؛ فقال: يا أحمد أنا شيء ليس كالأشياء، لا أقاس بالناس، ولا أوصف بالشبهات، خلقتك من نوري وخلقت علياً من نورك، فاطَّلعت على سرائر قلبك فلم أجد إلى قلبك أحب إليك من علي بن أبي طالب خاطبتك بلسانه كيما يطمئن قلبك)).
فهذه الأخبار واضحة في إمامة علي عليه السلام، ولأمرٍ ما بينه الله لنبيه قبل الهجرة في بدايات الدعوة، إعلاماً أن اعتقاد نبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم لا يكون اعتقاداً صحيحاً تاماً كاملاً إلا باعتقاد إمامة علي عليه السلام، ومحبة وولاية أهل البيت الطاهرين، وفي هذا كفاية لمن كان له عقل أو ألقى السمع وهو شهيد.
الثاني: تبيين أن الله تعالى لا يرى بالأبصار:
ومن ذلك أيضاً: تنبيه الله تعالى لعباده أنه لا يُرى، ولا تجوز رؤيته لا في الدنيا ولا في الآخرة، وذلك أن الله تعالى لو كان يجوز رؤيته لرآه أفضل الخلق وأحبهم لديه محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فلما لم يحصل ذلك علمنا أن انتفاء الرؤية عن الله تعالى أمر ذاتي، وأن ذاته العلية لا تطرأ عليه عوارض الأجسام والأعراض، كما روي عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ: هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ؟ قَالَ: ((نُورٌ أَنَّى أَرَاهُ)).
وما روي عن عائشة أنها قالت: ثَلاثٌ مَنْ تَكَلَّمَ بِوَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللَّهِ الْفِرْيَةَ. قال مسروق: مَا هُنَّ؟ قَالَتْ: مَنْ زَعَمَ أَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللَّهِ الْفِرْيَةَ.
قَالَ مسروق: أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ﴿وَلَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ﴾، ﴿وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى﴾؟!. فَقَالَتْ: أَنَا أَوَّلُ هَذِهِ الأُمَّةِ سَأَلَ عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ جِبْرِيلُ لَمْ أَرَهُ عَلَى صُورَتِهِ الَّتِي خُلِقَ عَلَيْهَا غَيْرَ هَاتَيْنِ الْمَرَّتَيْنِ، رَأَيْتُهُ مُنْهَبِطاً مِنَ السَّمَاءِ سَادّاً عِظَمُ خَلْقِهِ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ.
فَقَالَتْ: أَوَ لَمْ تَسْمَعْ أَنَّ اللَّهَ يَقُولُ {لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}، أَوَ لَمْ تَسْمَعْ أَنَّ اللَّهَ يَقُولُ {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} إلى آخر الخبر)).
الثالث: شرعية الصلاة والأذان:
ومن القسم الثاني: الذي هو من تكاليف الأحكام، شرعية الصلاة والأذان، لأن المسلمين قد اختلفت أقوالهم في هذا لا سيما في أمر الأذان، فمنهم من يجعله رؤيا رآها رجل من الأنصار، ومنهم من يجعله أمر استشارياً بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبين أصحابه فاختار هذه الألفاظ المعروفة حين أشار عليه بها أحد الصحابة، ومنهم من يقول بأنه تشريع إلاهي بتعليم سماوي، كما هو رأي أهل البيت عليهم السلام ومما يؤكد ذلك:
ما روي أنه جاء رجلٌ إلى محمد بن علي المعروف بابن الحَنَفِيَّةِ فقال له بلغنا أَنَّ الأذانَ إنما هو رؤيا رآها رجلٌ من الأنصار، فقَصَّها على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم، فأمر بلالاً فأذَّنَ بتلك الرؤيا ! فقال له محمدُ بن الحنفية: إِنَّما يقول بهذا الجاهلُ من الناسِ، إِنَّ أمرَ الأذانِ أعظمُ من ذلك، إنَّه لما أسري برسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم؛ فانْتُهِيَ به إلى السماء السادسة، جمع اللّه له ما شاء مِنَ الرُّسل والملائكة، فنزل ملكٌ لم ينزل قبل ذلك اليوم، عرفتِ الملائكةُ أَنَّه لم ينزل إلا لأمر عظيم، فكان أولُ ما تكلم به حين نزل، قال: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ. فقال اللّهُ عَزَّ وجَلَّ: أنا كذلك، أنا الأكبر لاشيء أكبر مني، ثُمَّ قال: أشهد ألاّإله إلا اللّه، فقال اللّه: أنا كذلك، لاإله إلا أنا، ثُمَّ قال: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ، فقال اللّه: نعم هو رسولي بعثته برسالتي وائتمنته على وحيي، ثُمَّ قال: حَيَّ عَلَى الصَّلاَةِ، فقال اللّه: أنا افترضتها على عبادي وجعلتها لي رضا، ثُمَّ قال: حَيَّ عَلَى الفَلاَحِ، فقال اللّه: قد أفلح من مشى إليها وواظب عليها ابتغاء وجهي، ثُمَّ قال: حَيَّ عَلَى خَيْرِ العَمَلِ. فقال اللّه: هي أزكا الأعمال عندي، وأحبها إلي، ثُمَّ قال: قد قامت الصلاةُ. فأمَّ رسولُ اللّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ مَنْ كان عنده من الرُّسُل والملائكة، وكان المَلَكُ يؤذن مثنى مثنى، وآخر أذانه وإقامته: لاإله إلااللّه. وهو الذي ذكر اللّه في كتابه: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}.
قال محمد بن الحنفية: فتمَّ له يومئذ شرفه على الخلق. ثُمَّ نزل؛ فأمر أَنْ يؤذَّن بذلك الأذان.
الرابع: الترغيب في الطاعات
ومن القسم الثالث: الذي هو الحث على الطاعات وصالح الأعمال والترغيب فيها:
ما روي عن علي عليه السَّلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((لما أسري بي إلى السماء قيل لي فيم اختصم الملأ الأعلى؟ قلت: لا أدري فعلمني، قال: في إسباغ الوضوء في السبرات، ونقل الأقدام إلى الجماعات، وانتظار الصلاة بعد الصلاة)).
وأخرج أحمد نحوه من حديث ابن عباس ولفظه: ((يا محمد هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: نعم، يختصمون في الدرجات والكفارات، قال: وما الكفارات؟ قلت: المكث في المساجد بعد الصلوات، والمشي على الأقدام إلى الجماعات، وإبلاغ الوضوء في المكاره، ومن فعل ذلك عاش بخير ومات بخير، وكان من خطيئته كيوم ولدته أمه)).
الخامس: الزجر عن المعاصي والوعيد عليها
ومن القسم الرابع: وهو الزجر عن المعاصي وقبائح الأفعال، وبيان عقوبات أهلها، فهي كثيرة جداً،
ونورد منها بعضاً يدل على ما سواه:
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم، فقلت: ما هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم)).
وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((رأيت ليلة أسري بي رجالاً تقطع ألسنتهم بمقاريض من نار، فقلت: يا جبريل من هؤلاء؟ قال: هؤلاء خطباء من أمتك يأمرون بما لا يفعلون)).
وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله ((رأيت ليلة أسري بي رجالاً تقرض شفاههم بمقارض من نار كلما قرضت رجعت، فقلت لجبريل: من هؤلاء، قال هؤلاء خطباء من أمتك كانوا يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون)).
وعن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ((لما عرج به إلى السماء نظر في سماء الدنيا فإذا رجال بطونهم كأمثال البيوت العظام قد مالت بطونهم وهم منضدون على سائلة آل فرعون يوقفون على النار كل غداة وعشي يقولون ربنا لا تقم الساعة أبداً قلت: يا جبريل من هؤلاء؟ قال: هؤلاء أكلة الربا من أمتك لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس)).
وعن أبي سعيد قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وآله عن ليلة أسري به قال: ((نظرت فإذا أنا بقوم لهم مشافر كمشافر الإبل، وقد وكل بهم من يأخذ بمشافرهم، ثم يجعل في أفواههم صخراً من نار، فيقذف في فيِّ أحدهم حتى يخرج من أسافلهم، ولهم خوار وصراخ، فقلت: يا جبريل من هؤلاء؟، قال هؤلاء الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً)).
ورأى مالكاً خازن النار، وهو لا يضحك، وليس على وجهه بشر ولا بشاشة.
ورأى أكلة الربا لهم بطون كبيرة لا يقدرون لأجلها أن يتحولوا عن أماكنهم، ويمر بهم آل فرعون حين يعرضون على النار فيطأونهم.
ورأى الزناة بين أيديهم لحم سمين طيب، إلى جنبه لحم غث منتن، يأكلون من الغث المنتن، ويتركون الطيب السمين.
ورأى النساء اللاتى يُدخلن على الرجال من ليس من أولادهم، رآهن معلقات بثُدُيهن)).
وعن أبي سعيد الخدري قال: قلنا يا رسول الله حدثنا ما رأيت ليلة أسري بك؟ قال: ثم انطلق بي إلى خلق من خلق الله كثير, رجال ونساء موكل بهم رجال يعمدون إلى عرض جنب أحدهم, فيجذون منه الجذة مثل النعل ثم يضعونها في فيِّ أحدهم، فيقال له كل كما أكلت وهو يجد من أكله الموت، يا محمد لو يجد الموت وهو يكره عليه, فقلت: يا جبرائيل من هؤلاء ؟ قال: هؤلاء الهمازون واللمازون أصحاب النميمة, فيقال: أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه وهو يكره على أكل لحمه.
وغير ذلك من الروايات، التي فيها المواعظ البالغات,
كنتم مع اجمل موضوع - يشرح قصة وحادثة الاسراء والمعراج - قصة ومجزة خالدة للرسول صلى الله عليه وسلم حين اسري الى المسجد الاقصى واعرج به الى السماء في نفس اليلة
ليلة 27 من شهر رجب - كل عام وانتم بخير بمناسبة ليلة الاسراء والمعراج
تعليقات
إرسال تعليق
شاركنا رئيك:
اخي الزائر الكريم اذا كنت زائر جديد هنا ، افئنت ضيف عزيز علينا وأنت مهم جداً بنسبة لنا،
فلا تبخل علينا ولو بترك تعليق او مشاركة هذا الموضوع ، فنحن نحب تعليقاتكم وإنتقادكم لمواضيعنا كحبنا لزيارتكم هنا وأكثر .^-^ ضع بصمتك...