يمضي بنا العمر يوم بعد يوم وشهر بعد شهر وسنة بعد سنة ونحن نلهث وراء سراب قد زُين وزٍخرف ملئ بالشهوات والمُلهيات نحاول الوصول لمنتهاه وخلال سيرنا الحثيث لبلوغ نهايته تمر بنا محطات..
فمنا من يقف ويتزود بما يُعينه على مواصلة السير ومنا من يقف في طريقه كثير من العوائق التي يتخطاها حين وتصده أحيان وفي نهاية المسير يكتشف أنه سراب لاخير يٌرجى منه ..!.
ومنا من يغره هذا السراب ببريقه ويظل يواصل الركض وراءه يريد بلوغ منتهاه حتى يوافيه الأجل وهو يلهث وراء ذلك السراب
هل علمتم ماأقصد ؟
السراب هي الحياة ومافيها من ملهيات وفتن
فهناك من يغتر بها ويضيع أوقاته في غير طاعة ولاكسب خير وهناك من عرف الغاية من خلقه وماهي نهايته فاجتهد في طاعة ربه وعمِل لما بعد الموت.
وهناك من هو بين ذلك وذاك ..!
إن من أهم المحطات التي تمر بنا هي تلك المواسم العظيمة التي تٌضاعف فيها الحسنات..
ومن هذه المواسم المباركة " العشر من ذي الحجة"
وإن هذه الأيام المباركة واحدة من نعم المولى علينا وفرصة عظيمة لكسب الملاييين من الحسنات وحري بنا أن نجتهد فيها ونتزود من الخير.
وعلى هذا السياق يسرنا من خلال هذا الموضوع ان نضع اجمل النصائح و ونذكر اهم الاعمال المستحبة في عشر ذي الحجة.
كيف نستقبل هذه الأيام المباركة
كل موسم خير لابد من استقبال ومع إقتراب عشر ذي الحجة الفضيلة "والفجر وليال عشر " الأية فما أقسم الله إلا بعظيم يجب إستقبالها بقلوب تتوق لمواسم الخير والثواب وفرصة لمضاعفة الاجر والثواب..كيف تستغل عشر ذي الحجة.
- بالتوبة النصوح : فنقبل على الله وقد تهيأنا للطاعة ودواعي قبولها قال تعالى ؛( وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون).
- الإستغفار: علينا نستقبل هذه الأيام بكثرة الإستغفار فنحن نتقلب كل يوم بين ذنب وآخر والإستغفار من أعظم مايمحوا به الله الذنوب( فقلت استغفروا ربكم ثم توبوا إليه ) فأكثروا من الإستغفار ليكن ديدننا في البيت في السيارة في العمل الهجوا بالإستغفار توفقوا للتوبة وقبول العمل.
- الدعـــاء: هو أيضا من أهم الأمور التي نستقبل بها هذه الأيام الفاضلة نلهج بالدعاء بان يبلغنا الله هذه الأيام وان يجعلنا ممن قام بحقه فيها وأن نكون من السابقين إلى الخيرات والساعين إليها وأن يتقبل فيها سائر أعمالنا..! أيضاً هناك أمر في غاية الأهمية ويجب أنتبادروا إليه ألا وهو.
- التسامح والعفو : عن الخصومة ولا تنسوا ( وإن تعفوا وتصفحوا هو أقرب للتقوى ) لنتذكر حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم (تعرض الأعمال في كل يوم خميس واثنين، فيغفر الله عز وجل في ذلك اليوم لكل امرئ لا يشرك بالله شيئا؛ إلا امرأ كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا،أنظروا هذين حتى يصطلحا)مسلم..أرأيتم عظم الأمر قد تصومون وتقومون وتختمون ولكن لايرفع عملكم ابتغوا ماعند الله والدار الآخرة وخالفوا الشيطان وتوكلوا على الرحمن وصالحوا أنفسكم قبل من خاصمتم فإنه والله راحة وصلح لنفسك قبلهم.
فضل عشر ذي الحجة
- أن الله تعالى أقسم بها: وإذا أقسم الله بشيء دل هذا على عظم مكانته وفضله،إذ العظيم لا يقسم إلا بالعظيم، قال تعالى ( وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ ) والليالي العشر هي عشر ذي الحجة،وهذا ما عليه جمهور المفسرين والخلف، وقال ابن كثير في تفسيره: وهو الصحيح.
- أنها الأيام المعلومات التي شرع فيها ذكره: قال تعالى: (ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام)[الحج:28] وجمهور العلماء على أن الأيام المعلومات هي عشر ذي الحجة، منهم ابن عمر وابن عباس.
- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد لها بأنها افضل أيام الدنيا: فعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أفضل أيام الدنيا أيام العشر يعني عشر ذي الحجة ـقيل: ولا مثلهن في سبيل الله؟قال : ولا مثلهن في سبيل الله إلا رجل عفر وجهه بالتراب..وابن حبان وصححه الألباني.
- أن فيها يوم عرفة : ويوم عرفة يوم الحج الأكبر، ويوم مغفرة الذنوب، ويوم العتق من النيران، ولو لم يكن في عشر ذي الحجة إلا يوم عرفة لكفاها ذلك فضلاً،.
- أن فيها يوم النحر : وهو أفضل أيام السنة عند بعض العلماء، قال صلى الله عليه وسلم(أعظم الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر)[رواه أبو داود والنسائي وصححه الألباني].6- اجتماع أمهات العبادة فيها: قال الحافظ ابن حجر في الفتح: (والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلا والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيرها.
الاعمال المستحبة في عشر ذي الحجة
هناك طاعات كثيرة يجب علينا الحرص عليها في هذه الأيام المباركة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام يعني أيام العشر قالوا:
يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال:
ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء )
[رواه البخاري].
التكبير في عشر ذي الحجة:
التكبير والذكر في هذه الأيام .. لقوله تعالى : (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ )
وقد فسرت بأنها أيام العشر واستحب العلماء لذلك كثرة الذكر فيها لحديث ابن عمر رضي الله عنهما عن أحمد رحمه الله وفيه :
(فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد )
وذكر البخاري رحمه الله عن ابن عمر وعن أبي هريرة رضي الله عنهم انهما كانا يخرجان إلى السوق في العشر ، فيكبرون ويكبر الناس بتكبيرهم . وروى إسحاق رحمه الله عن فقهاء التابعين رحمة الله عليهم انهم كانوا يقولون في أيام العشر : الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد .
ويستحب رفع الصوت بالتكبير في الأسواق والدور والطرق والمساجد وغيرها ، لقوله تعالى :
(وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ ) ويكفيكِ من الذكر فضلا أنكِ بمعية الرحمن الم يقل عزوجل :
( فاذكروني أذكركم )
الله أكبر من له بذلك فيُعرض فالذكر فيه أيضاً من الكنوز العظيمة والفضل العميم مالا يحصى ولا يعد
فمن الذكر..مانغرس به نخلا في الجنة
ومنه ما نبي به بيتا في الجنة ومنه ماهو كنز من كنوز الجنة ومنه ماتحط به السيئات ومنه ماترفع به الدرجات والفضل اكثر مما نتخيل فالله الله لايزال لسانكِ رطبا بذكر الله.
صيام عشر ذي الحجة:
وهو من أفضل وأحب الأعمال الى الله فما أجمل أن نصوم هذه الأيام المباركة كلها ونختمها بصيام يوم عرفه قال صلى الله عليه وسلم :
( صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده ) .مسلم
ولله الحمد هذه الأيام إجازة حتى وإن لم تكن اجازة
فالنهار بداء يقصر فمن يضيع هذه الغنيمة والله إنه لفي خسران.
ختم وتلاوة القرآن:
ولعل من افضل الاعمال في عشر ذي الحجة هي قراءة القرآن .
قال تعالى مادحاً من قام بهذا العمل :
{إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ* لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌشَكُورٌ)
عن أبي ذر رضي الله عنه قال قلت :
يا رسول الله أوصني . قال :
«عليك بتقوى الله ؛ فإنه رأس الأمرِ كلِّه .قلت :
يا رسول الله زدني . قال:
(عليك بتلاوة القرآن ؛ فإنه نور لك في الأرض
وذخر لك في السماء )
رواه ابن حبان؛ ثم تعالوا وأنظروا للملايين من الحسنات التي ستجنونها من تلاوة القرآن وختمه ، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها لا أقول(الم) حرف ولكن :
ألف حرف ولام حرف ،وميم حرف)
صحيح الجامع..
أحرصوا على ختم القرآن في هذه الأيام المباركة
ابتعدوا عن كل المعاصي التي تصدكم عن تلاوة القرآن
من استماع للغناء اوغيبة أو مشاهدة للقنوات ومايغضب الله فرغوا القلب من كل هذه الأمور التي ستكون حائلا بينكم وبين الخير وكما قيل التخلية قبل التحلية.
الصدقة:
احرصوا على الصدقة في هذه الأيام إذا كنتم مقتدرين أبحثوا عن محتاجين وأيتام وساعدوهم بكسوة العيد وأدخلوا السرور عليهم أوتصدقوا على عمال النظافة ولو بشئ قليل فهو عند الله كثير ولا تعلمين مدى فرحتهم بذلك ولكِ أختي ..
أدخلي السرور على خادمتك خصيها بهدية
تبسمي في وجهها تلطفي في الحديث معها
أعينيها في تحمل بعض أعباء شغل البيت
أتعلمون ما فضل ذلك عند الله
(إن من أحب الأعمال إلى الله إدخال السرور على قلب المؤمن, وأن يفرِّج عنه غمًا, أو يقضي عنه دينًا, أو يطعمه من جوع}
و سُئِلَ الإمام مالك : "أي الأعمال تحب ؟" فقال: "إدخال السرور على المسلمين، وأنا نَذَرتُ نفسي أُفرِج كُرُبات المسلمين"
صلة الأرحام:
من احب الاعمال في عشر ذي الحجة هي صلة الارحام .. عن عائشة_ رضي الله عنها_ قالت :
قال رسول الله ﷺ
(الرحم معلقة بالعرش تقول : من وصلني وصله الله،ومن قطعني قطعه الله )
البخار والديك ثم والديك ثم والديك الله في صلتهما وبرهما وإدخال السرور إلى قلبيهما
واحرصوا في المناسبات أن يكون لكــُم لمسة خاصة في ذلك ماأجمل أن تحضر لوالدتك هدية إما ملابس العيد اوساعة أو مجوعة عطور أوحسب قدرتك مهما كانت الهدية فقيمتها المعنوية أسمى وكذلك والدك
واحرصوا على صلة أرحامكم سائر العام ولكن في هذه الأيام بالذات جاهد نفسك في ذلك بالزيارة بالإتصال بالكلام الطيب.
قيام الليل:
ما اجمل قيام الليل في ايام عشر ذي الحجة وماأدراكِ ماقيام الليل تلك العبادة العظيمة عبادة المؤمنين المٌخلصين عبادة الخفاء التي أخفى الله عظيم أجرها بسبب عٍظم فضلها وكانت أيضا من صفات المتقين المحسنين قال تعالى :
إنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15) آَخِذِينَ مَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْإِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ(16) كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ(18)
وهي أيضا شرف المؤمن كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح
( واعلم أن شرف المؤمن قيام الليل ...)
والكلام يطول في ذلك وأكتفي بهذا ففيه كل الخير
إياكم وتضييع مواسم الخير لا يثبطكـم الشيطان ويصدكـم عن الطاعة بإعذار واهية كونوا ذو همة لاترضوا إلا بأعلى القمة جاهدوا أنفسكم وحثوا السير للصعود وتغلبوا على الجهد والمشقة واصبروا على التعب فعاقبة الصبر على العقبات بلوغ الأمنيات
وأي أُمنية أبتغيتم إنها راحة المشتاق وبلاد الأفراح
إنها النعيم الأبدي إنها الجنة سلعة الله الغالية من أول غمسة فيها ستنسون التعب، والنصب ، والهم ، والحزن.
مواضيع ذات صلة
جعلني الله وإياكم من أهلها
انتهى فماكان فيه من صواب فمن الله وحده
وماكان فيه من خطأ ونسيان فمن نفسي والشيطان.
تعليقات
إرسال تعليق
شاركنا رئيك:
اخي الزائر الكريم اذا كنت زائر جديد هنا ، افئنت ضيف عزيز علينا وأنت مهم جداً بنسبة لنا،
فلا تبخل علينا ولو بترك تعليق او مشاركة هذا الموضوع ، فنحن نحب تعليقاتكم وإنتقادكم لمواضيعنا كحبنا لزيارتكم هنا وأكثر .^-^ ضع بصمتك...