القائمة الرئيسية

الصفحات

مقال : من ذكرياتي عن الوحدة اليمنية 22 مايو

من ذكرياتي في ذكرى وحدة اليمنيين : م. العبدلي

حلت في هذا الشهر بالتقويم الميلادي ذكرى عزيزة علينا جميعا ذكرى وحدة وطن لطالما حلم البعض بها وعاشها في خلده يوما إلى أن أصبحت في ذلك اليوم واقعا أسعد كل أبناء اليمن من أقصاه إلى أقصاه.

عشنا تلك الفرحة يوما ونحن على أعتاب الجامعة (أول سنة في البعثة للدراسة في الخارج) ولازلت أتذكر كم كانت فرحت زملائي يومها ونحن طلاب في جامعة حلب في سوريا الحبيبة فقد كان يجمعنا اتحاد طلاب واحد أسوة ببقية الدول اتحاد طلاب اليمن حتى من قبل الوحدة والقديم منها كان حتى من قبل استقلال اليمنيين كما كنا نسمع 

عيد الوحدة اليمنية 22 مايو


لقد كنا يوما شعبا واحدا في دولتين فكما كان المواطن الجنوبي يهاجر من الجنوب ويعيش في الشمال كان يأتي ابن تعز المحافظة الشمالية إلى عدن ويعيش فيها, في الحياة الجامعية لم أسمع أحد قط من زملائي يومها عندما كان يسأله أحد الزملاء من أين أنت؟ يقول من الشمال أو من الجنوب عندما كنا نسأل يومها من أين أنت كنا نقول من اليمن ثم يرد السائل من اليمن الجنوبي أو من اليمن الشمالي .

كما أني لم أر يومها من حولي طالبا جنوبيا كما لم أر بالمقابل طالبا شماليا رغم أنهم كانوا بالآلاف في جامعة حلب في مختلف الكليات والمعاهد لأنه بالمختصر المفيد كنا جميعا طلبة اليمن الواحد رغم وجود دولتين على الخارطة وكذلك كان الطلبة في مصر والأردن وأوربا و دول آسيا وحتى في منظومة الدول الاشتراكية التي كانت تنتمي إليها دولة الجنوب يومها ..

 كان من السهولة أن يذهب بعض الزملاء من الجنوب إلى سفارة الشمال ويستخرج جواز سفر شمالي يكفي أنه يحمل جواز سفر جنوبي شارف على الانتهاء .. وكان بعض الجنوبيين يرسون على حساب الشمال .. كثير جدا من الزملاء الجنوبيين قبل الوحدة كان بعد أن ينهي دراسته الجامعية كان لا يعود إلى عدن بل كان يعود إلى صنعاء ويؤسس حياته فيها يعمل ويبني أسرة قد تكون الزوجة شمالية.

 وهكذا كان حالنا .. كنا شعب واحد في دولتين .. وأتت الوحدة لتعيد اليمن كما كان قبل الاستعمار البريطاني في الجنوب والتركي في الشمال .. وتوحد اليمنان في يمن واحد في 22 مايو 1990م .. ثمان وعشرون عاما من الوحدة نشأ فيها جيل بأكمله ممن ذهب من الشمال وسكن الجنوب وبالمقابل الجنوبيون الذين عاشوا في الشمال.

فهل من العدل أن يقلع هذا الجيل من جذوره ويطرد من أرضه وأن يسمع كلمة برع يا استعمار برع ... جيل نشأ وتربى في بيئته التي ولد فيها وأصبح له أرض ووجود وبيت وجيران والبعض قطعت علاقته بالمكان الذي كان ينتمي إليه يوما حتى من قبل الوحدة بعشرات السنين خصوصا من هم في الشمال من أبناء الجنوب أو من سكن الجنوب من أبناء الشمال من قبل الاستقلال فأبناء تعز يشكلون نسبة كبيرة من سكان عدن .

 فهل من العدل أن يخرج كل هؤلاء من أرضهم ومن بلدهم وانتمائهم ... طبعا لم يكن ذلك ولن يكن فنحن في الشمال الجنوبي هو كالشمالي ينتمي لوطن واحد اسمه اليمن ننظر إلى اليمن أرض وإنسان اليمن لدينا ولدى أجدادنا وآبائنا منذ فجر التأريخ كان تعزو عدن وصنعاء وحضرموت والحديدة وكل مدننا وقرانا لا فرق بينهم .

بل إن الجنوبيين كانوا ولا يزالون يعيشون في الشمال بفرص حياة أفضل من بعض الشماليين عملا وتعليما وتوظيفا وفي أي محافظة ومدينة شمالية وبلا استثناء والكل يعلم ذلك ويعايشه لأن الشمال جزء من بلدهم كما الجنوب جزء بلد الشماليين ... والتي للأسف أساء إليها البعض .. فأخرج كل ما هو شمالي من الجنوب .

ومع ذلك كلنا أمل بأن الوطن سيعود يوما طالما أن أبناء الجنوب لا يزالون بيننا أخوه وجيران .. أهل وأصهار وأصل واحد.. وسنحتفل بعيد الوحدة من جديد في صنعاء وعدن وصعده وتعز والمكلا وكل مدينة في بلدنا الحبيب .. وستعود اللحمة لأبناء الوطن الواحد بمشيئة الله تعالي.

مواضيع مفيدة:

كلمات دلالية:
مقال عن الوحدة اليمنية
من ذكريات الوحدة اليمنية
قصة عن وحدة اليمن السعيد

تعليقات