القائمة الرئيسية

الصفحات

خطبة عن ليلة القدر وشهر رمضان وفضلهما

خطبة مكتوبة عن ليلة القدر وشهر رمضان وفضلهما ..
----------------------------
وقع في هذا الشهر حدثين عظيمين هما:
حدث إنزال القرءان جملة واحدة إلى سمآء الدنبا،وحدث بعثة محمد صلى الله عليه وسلم والإرسال إليه ..فكيف تم تحديد أن ذلكما الحدثان كانا في شهر رمضان؟
أمكننا التحديد من الجمع بين النصوص.
قال الله تعالى : "حم * والكتاب المبين * إنا أنزلناه فى ليلة مباركة إنا كنا منذرين * فيها يفرق كل أمر حكيم * أمرا من عندنا إنا كنا مرسلين * " /44
ولما قال : "إنا أنزلناه في ليلة القدر"علمنا أن الليلة المنعوته بالمباركةِ في سورة الدخان هي ليلة القدر .,
ولما قال : " شهر رمضان الذي أنزل فيه القرءان هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان "
علمنا أن ليلة القدر هي إحدى ليالي شهر رمضان.
ففي هذا الشهر وفي ليلة القدر منه وكان يوم الإثنين الحادي والعشرين من شهر رمضان سنة 610 م بعث النبي صلى الله عليه وسلم بتكليفه بالرسالة ..
قال : " فيها يفرق كل أمر حكيم * أمرا من عندنا إنا كنامرسلين " 5 إشارة إلى أنها الليلة التي تحقق فيها قضاء الله بإرسال محمد صلى الله عليه وسلم ،وأنزلت عليه ءايات وهي سورة العلق أو آيات منها على خلاف في ذلك ، وهو أول ما أنزل .
ثم توالى إنزال القرءان بعد ذلك مفرقا لتثبيت فؤاد النبي وليقرإه على الناس على مكث ليسهل حفظه وحفظ أحكامه ..قال تعالى : " وقرءانا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا 106 من سورة الإسراء .
سورة القدر -انا انزلناه في ليلة القدر

حراسة السمآء ومنع الجن من الإقتراب منها:

كانت الجن قبل إنزال القرآن والإرسال إلى محمد تحاول الإقتراب من السمآء والإستماع إلى الملإ الأعلى فتُمنع مع استراق السمع واختطاف بعضا من القول قال تعالى:وحفظناها من كل شيطان رجيم 17 إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين 28 الحجر./15
وقال تعالى:"إنا زينا السمآء الدنيا بزينة الكواكب * وحفطا من كل شيطان مارد * لا يسمعون إلى الملإ الأعلى ويقذفون من كل جانب * دحورا ولهم عذاب واصب * إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب " الصافات /37

وفي ليلة إنزال القرءان والإرسال إلى محمد أحيطت السمآء بالحراسة الشديدة قال تعالى حاكيا عن الجن الذين كانوا يستمعون قبل ومُنِعُوا ليلتها : "وأنا لمسنا السمآء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا * وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الئن يجد له شهابا رصدا * وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا" ..بلى أراد بهم ربهم رشدا بإنزال القرءان وبعث محمد صلى الله عليه وسلم .

ومع ثبوت حقيقة ان ليلة القدر وبعث محمد كان يوم الأثنين 21 من شهر رمضان فقد اختُلِفَ في الشهر الذي أكرم الله فيه محمدا بالنبوة وإنزال الوحي :طائفة ذهبت الى أنه شهر ربيع الأول ..وقيل هو شهر رجب ..وطائفة أخرى إلى أنه رمضان ، وهومارجحه صاحب كتاب الرحيق المختوم . "بحث في السيرة النبوية ص56 المكتبة العصرية بيروت".

كما اختلف القائلون ببدئ نزول الوحي في رمضان في تحديد ذلك اليوم على أقوال :
الأول : أنه يوم السابع من رمضان
الثاني : أنه اليوم السابع عشر ، وعليه أصَرّ الخضري بك في محاضراته.
الثالث : أنه اليوم الثامن عشر .
الرابع : قول صاحب كتاب الرحيق المختوم أنه يوم الإثتين لإحدى وعشرين مضت من شهر رمضان ليلا ، الموافق 10أغسطس سنة 610 م ،قال : لأن أكثر أ هل السير متفقون على أن مبعثه كان يوم الإثنين ويؤيدهم مارواه أئمة الحديث عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم الإثنين ؟فقال : فيه وُلدت وفيه أنزل عَلَيَّ .وفي لفظ : ذاك يوم ولدت فيه ويوم بُعثت أو أنزل علي فيه ..ويوم الإثنين من رمضان من تلك السنة لا يوافق إلا اليوم السابع ، والرابع عشر ،والحادي والعشرين ،والثامن والعشرين . نفس المرجع هامش ص 56.

فإذا دلت السنة على أن ليلة القدر في الأيام الوتر من رمضان وفي العشر الأواخر منه خاصة لقوله صلى الله عليه وسلم التمسوها في العشر الأواخرمن رمضان ، فيكون صلى الله عليه وسلم قد أشار إلى زمنها في العشر الأواخر تحديدا فلم يعد مجالا للقول بغيرها.
وإذا كان صلى الله عليه وسلم وهو المنزل عليه الوحي قد حدد أنها يوم الإثنين ، وإذا كان يوم الإثنين في تلك السنة في العشر الأواخر من الشهر وافق تأريخ 21 و28 فيكون ترجيح صفي الرحمن المباركفوري من أنها كانت يوم الاثنين ليلا 21 من رمضان ، قد أصاب فيما ذهب إليه ..أما يوم الإثنين الذي كان يوافق 28 من رمضان في تلك السنة فهو عدد زوجي وليلة القدر في الأعداد الفردية .
فكان 21 من رمضان من تلك السنة وهي ليلة إنزال القرآن جملة إلى سماء الدنيا ، ثم آيات منه على محمد ، هي الليلة التي بعث فيها ..ثم نزل القرآن بعد ذلك مفرقا في جميع مراحل الدعوة حتى وفاته صلى الله عليه وسلم ، ليقرأه الرسول على الناس على مكث ، وليثبت به فؤاده..قال تعالى: "وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرءلن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادكل ورتلناه ترتيلا "32 الفرقان /25 وقال : وقرءانا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا ". 106 الإسراء

علامات ليلة القدر 

أشارت السنة إلى علاماتها فليلتها مطيرة وشمس صبيحتها بيضاء ،فكان هذا الوصف إنما هو لليلة إنزال القرءان وبدأ الوحي وليس لسائر الأزمان ..فيتأكد من الوصف أن شهر رمضان سنة إنزال القرءان وبدأ الوحي كان من أشهر الصيف أوالخريف لأنه لايمكن أن تتحقق العلامة إذا كان الشهر من أشهر الشتاء. أما بعد في سائر الأزمان فلن يحصل لنفس العلامة أن تتكرر لاختلاف مجيء الشهرخلال فصول السنة ولكل فصل مناخه فمنه الصحو ومنه المطير .

كما لا يصح القول أن يتكرر إنزال القرءان وبعث محمد في كل ليلة قدر خلال الأزمان حتى قيام الساعة..
فلزم القول أن الوصف إنما هو لليلة إنزال القرءان وبدأ الوحي ، ولم يعد الخبر سوى خبرا تأريخيا لمناخ تلك الليلة وصبيحتها ، ويبقى الإحتفآء بليلة القدر كمناسبة دينية.. إلا أنه لا يمنع بقآء فضلها لأنها ليلة أنقذ الله فيها البشرية بإنزال القرءان وإرسال محمد رحمة للعالمين .

فضل ليلة القدر 

في فضل ليلة القدر خاصة :قال الله تعالى : "إنا أنزلناه فى ليلةالقدر * وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من الف شهر * تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر * سلام هي حتى مطلع الفجر  " سورة القدر /97
فبين أنها ليلة تحقق فيها قضآء الله بإنزال القرءان و بعث محمد ولذلك سميت بليلة القدر ..
وبقيت مناسبة دينية وصفحة مفتوحة للتوبة من مغربها حتى مطلع الفجر ..
تنزل فيها الملائكة والروح لحضور حلقات الذكر شهودا على عباد الله المؤمنين ..
فكل أوامر الله فيها سلام حتى مطلع الفجر : فدل على انها استثناء من بقية الليالي في العام يدخل فيها جميع المؤمنين في أمن جميع ساعاتها يستغفرون فيغفر لهم ، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم حين سئل ماذا يقول المؤمن ليلتها : فقال : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا .بقلم: قاسم السبائي
ذات صلة: علامات ليلة القدر وفضلها
ادعية قصيرة عن ليلة القدر 

تعليقات