القائمة الرئيسية

الصفحات

مقال عن العام الجديد | كيف قضيت ليلة رأس السنة هذا العام 2019 ؟

موضوع عن العام الجديد
كلام جميل عن السنه الجديده 2019
كلام عن السنه الجديده 2019 بعنوان 
كيف قضيت ليلة رأس السنة هذا العام ؟
-جلست متمعناً بساعة الحائط ،وأشعلت الموقدة ، وأطفأت اضواء الغرفة ،واستمعت لمزيج صوت الريح في الخارج وصوت "التيك تاك" ،وعندما دقت الساعة الثانية عشر أشعلت سجارة بعود الثقاب ،إستنشقت رطوبة هذا الشتاء القارص، تنهدت، وبصقت على هذا العالم المهترئ،لم يكن بقصدي إهانته ،بل أخرجت كل الذكريات ، كل الصور ،كل الأصوات البائسة وجثث الأحلام من كينونتي .ثم عدت لروايةٍ كنت قد إفتتحتها منذ ثلاثة وعشرين عاماً ،بطلها انا ،كُتبت بحطام كل السنين التي مرت ،ثم فتحت صفحة بيضاء ،وأمسكت بقلمي ،وكتبت بأولها "الآن بدأت سنة جديدة ،علها تدخل الفرحة لرواياتي الرمادية قبل نهايتها ".
-كل هذا اليأس في أول دقائق السنة القادمة !
احتفال ليلة رأس السنة 2019
-إعذرني سيدي ،ولا تتعجب ، مازال هناك متسع لعام بائس جديد ،وفي الواقع دقات الساعة المبشرة بالعام الجديد كفيلةٌ بسحق كل الأمل والفرح والسعادة ،عدا عن سنة مضت، وقبلها أعوام كُثر كانت كلها متخمةً بالحقيقة ،الحقيقة التي نعرفها جميعاً،
-أي حقيقة ؟
-أننا مجرد حشرات ستسحقنا نعالهم من جديد ،
-من هم ؟
-من فرحوا بقدوم سنةٍ جديدة ، وأتعبهم الإحفتال بها ،وأقاموا مهرجاناتهم وحفلاتهم الفخمة و التي حرصوا على بثها والتفاخر بها على مرأى عيون من سحقتهم الحياة،وحاربهم الفقر والجوع،من احتل اجسادهم المرض، واعتادوا على المر والحنظل ،على من خسروا وجفوا وأختنقوا، وأنهكتهم الحروب ،ورافقهم القتل والقمع والتشريد ،على من ودعوا واستقبلوا ،من ودعوا أحبائهم في العام المنصرم واستقبلوا عامهم الجديد بدونهم ،وهذه الحقيقة يا سيدي ،أننا مجرد جمهور يرى فرحتهم ولا يشعر بها .
-وأنت ماذا ودعت؟
-ودعت أحلامي .
-لا تقلق ، ستحلم بغيرها .
-يا سيدي ،كفاك إنسلاخاً عن الواقع ، إننا لا نكف عن الاحلام حتى لو دفنت كلها قبل ميلادها ،إنها ليلةٌ وستمضى،وغداً فجرٌ جديد سيحمل لنا أملاً بخيوط شمسه الأولى ،وحلماً مع كل نسمة هواء قادمة ،يا سيدي رغم قناعتي بأنني سأبصقها في مطلع العام القادم ،إلا أنني لن ايأس ،لن ايأس .
بقلم :قيس جبر

تعليقات